11 - 08 - 2025

ماستر سين | رحيل فنان صادق

ماستر سين | رحيل فنان صادق

ترجل فارس الكوميديا الرائع الفنان لطفي لبيب بعد رحلة عطاء أثرى بها الوجدان المصري والعربي. فنان صادق وانسان مرهف المشاعر يتضرع بالدعاء له زملاؤه والمصريون جميعا دون حتى أن يجمعه بهم عمل ما.

لطفي لبيب مصري حتى النخاع وطني بالفطرة والثقافة والوعي خدم بالجيش المصري لسنوات ويعرف قيمة الوطن.

على المستوى الفني هو إضافة مهمة جدا لأي عمل فني يتصدى له. المنتجون والنجوم يعتبرونه تميمة للحظ والنجاح المضمون طالما يشارك به ولو بمشهد واحد. والحقيقة أن الحظ ليس هو كل شيء بالنسبة للعمل الفني الناجح ولكن عشق الجمهور له جعله بمثابة الجوهرة أو الماسة التي تزين جبين العمل الفني. المصريون عرفوا قدره ومنحوه حبهم غير المشروط ولكنه كان سخيا في عطائه للجمهور. إطلالته ضمان أكيد لجودة العمل سواء في السينما أو التليفزيون أو المسرح. جمهوره كانوا يضحكون من قلوبهم فور مروره أمام الكاميرا أو في الفراغ المسرحي تسانده موهبة فنية فريدة من نوعها ويسعفه حضور طاغ وعقل متقد وخفة دم لا يتصنعها، بل إن لديه تدفق في صناعة الافيه لا تضاهي أحدا من النجوم ربما ينافسه عليها فنان آخر راحل هو سمير غانم وهما من رواد الارتجال في الأداء الكوميدي المصري دون الإخلال بالنص، فلبيب كان يذاكر دوره وأمام الكاميرا أو جمهور المسرح يترك العنان لإحساسه الذي لا يخيب وهو دوما لا يخيب.

لطفي لبيب من قلائل سيعيشون في الوجدان الشعبي المصري لسنوات لا يعلمها إلا الله.

أدواره السينمائية رغم محدودية المساحة مضيئة على الشريط السينمائي، ولكم أن تستحضروا دوره في فيلم السفارة في العمارة عن سيناريو المبدع الصديق يوسف معاطي في شخصية السفير ،وعلى الرغم من كونها شخصية لفتت أنظار السينمائيين منذ بدايات السينما المصرية العريقة إلا أن لبيب أعطاها من ثقافته واضاف إليها من مرحه وتعبيرات وجهه الموهوب ما جعله إضافة للدور.

التليفزيون كان الأكثر اعتماداً واستفادة من موهبة لطفي لبيب وهو ما ضاعف من شعبيته وجعل له جمهورا يقدر بالملايين صدقوه فأحبوه.

لبيب نجح في شيء آخر وهي موهبته في كسب صداقة الصحفيين ببساطته وروحه المحبة لأهله وفهمه الواعي لدور الإعلام، فكان لا يتردد في زيارة اصدقائه في المؤسسات الصحفية المختلفة وهو إحياء لزمن كانت فيه العلاقة بين الصحفي والمبدع علاقة تكامل ومودة وتبادل للخبرات، وأظنه كان على نفس القدر من الوعي مع فئات أخرى من المجتمع وهو ما منحه زخما من الخبرات والتيمات والأنماط التي نجح بجدارة في التعبير عنها عندما تحين الفرصة.

رحم الله الفنان الكبير لطفي لبيب جزاء ما أسعدنا وعلمنا وشارك في تشكيل وعينا.
------------------------------
بقلم: طاهر البهي


مقالات اخرى للكاتب

ماستر سين | رحيل فنان صادق